23 نوفمبر 2010

صومعة كل الحبوب

ممدوح شلبى

الفن السابق
 تتخذ الصومعة التقليدية شكلا مسطحا يتم تسميته الشونة حيث تتكون من مساحة من الارض مسقوفة تسمح بتخزين الغلال الزراعية داخل اجولة يتم وضعها فوق بعضها بعضا , والهدف حماية المحاصيل من الرطوبة الجوية المتمثلة فى الامطار . كما تتخذ الصومعة شكل البناء الدائرى المرتفع عن الارض باى ارتفاع مطلوب يسمح بزيادة المكان التخزينى فى وحدة المساحة وغالبا فان الصوامع المبنية نادرة الوجود فى الريف المصرى وربما نادرة ايضا فى ريف معظم بلدان العالم الثالث حيث لا يتوفر لتخزين المحاصيل الا نظام الشونة السابق توضيحه 
المشكلة او القصور فى الفن السابق
 ان الشونة لا تحافظ على المحاصيل محافظة تامة ذلك ان القوارض مثل الفئران تتخذ لها مكانا بداخل الشونة وتتغذى على الحبوب مما يؤدى الى فقد نسبة مئوية من المحصول , كذلك فان الرطوبة الجوية العادية مثل الشبورة المائية تتخذ طريقها الى الاجوال وتؤدى الى تلف نسبى فى المحاصيل يتمثل فى الاصابة بالفطريات او السوس , وقد سبق لوزارة الزراعة فى مصر ان اعلنت ان نسبة الفقد من الحبوب نتيجة لسوء التخزين تصل الى نحو 20 فى المائة من الانتاج وهى نسبة هدر كبيرة جدا . اما بخصوص الصومعة المبنية فانها غالية الثمن لان بناءها يعتمد اساسا على نوعية من الاسمنت غير المسامى مرتفع التكلفة كذلك التكلفة العالية للخرسانة المسلحة لكى تبقى الصومعة صامدة برغم ارتفاعها ضد الزلازل المحتملة 
الجديد فى موضوع الابتكار 
يعتمد الابتكار على حفظ المحاصيل بدون فواقد سواء بسبب الرطوبة الجوية او القوارض من خلال انشاء الصومعة على شكل مبنى دائرى مرتفع ينقسم من داخله الى مثلثات مثل نصف البرتقالة , حيث يمكن وضع المحاصيل الزراعية من اعلى المبنى من خلال فنحات , ويتم استخراج المحاصل من اسفل من خلال نوافذ فى جوانب المبنى فمجرد فتح النافذة حتى يتدفق منها المحصول , وهو بناء مسقوف يتكون من اعمدة خرسانة لتدعم جدران من الطوب بطريقة تسمح بعملية الانشاء باقل تكلفة ممكنة , وبحيث تحافظ على المحاصيل بدون تلف لعدة سنوات , وهذه الصومعة تتميز عن الصومعة المبنية فى انها عبارة عن عدد من الصوامع المتاخلة بما يسمح بزيادة قطر المبنى بما يسمح بزيادة الارتفاع كذلك فان الجزء الخارجى من الصومعة هو الوحيد الذى يتم تنفيذه بالخرسانة غير المسامية بما يؤدى الى تقليل التكلفة , وسوف يتضح لاحقا ان هذا الصومعة تسترد جميع تكلفتها فى اقل من عام نظرا لقدرتها الفائقة على حفظ المحصول بدون نسبة الفقد المقدرة بنحو 20 فى المائة , فنسبة الفقد هذه فى عام واحد كافية لبناء الصومعة 
الوصف الكامل
صومعة كل الحبوب 
 تتكون الصومعة من بناء دائرى يرتفع عن سطح الارض لاى مسافة مطلوبة اعتمادا على الاثاثات التى تسمح بهذا الارتفاع , وعادة فان ارتفاع ثلاثين مترا قد يكون مناسبا لدولة مثل مصر , ( وهذا الارتفاع يساوى ارتفاع عمارة سكنية من عشر طوابق تقريبا ) . وكذلك قطر الصومعة فمن الممكن ان يكون باى عدد من الامتار الا ان اربعين مترا قد تكون مناسبة لدولة مثل مصر , وتنقسم الصومعة من الداخل الى ثمانية مثلثات - مثل نصف البرتقالة - كما فى شكل ( 1 )    حيث يتحدد كل مثلث من خلال ثلاثة جدران تفصله تماما عن باقى المثلثات فكل مثلث عبارة عن صومعة مستقلة والهدف من بناءها بهذه الطريقة ان تتدعم اثاثات ودعائم الصومعة كلها فتظل قائمة تتحدى الزلازل و الزمن , ثم تنقسم حواف المبنى الى مثلثات اصغر وهى حوالى ستة عشر مثلث صغير وكل مثلث صغير هو صومعة مستقلة وهذه الصوامع الصغيرة مخصصة للبقول مثل العدس واللوبيا والفاصوليا والترمس وحمص الشام والحمص البلدى والحلبة الى آخره من بقول يتناولها الانسان ولكن بكميات قليلة , اما الثمان صوامع الكبيرة فهى مخصصة للمحاصيل الاساسية وهى القمح والارز والذرة والفول , فذه المحاصيل يستخدمها الانسان بكثرة فى غذاءه كما تُستخدم كأعلاف للماشية والطيور الداجنة , ان تقسيم الصومعة الى ثمان صوامع كبيرة او اكثر يسمح بتخزين انواع مختلفة من المحاصيل , كما يسمح بتداول استخدام الصوامع على مدى العام لاكثر من مرة , فمثلا سنلاحظ تفريغ احد الصوامع بعد شهر , تليها صومعة ثانية بعد شهر تالى فى حين ان حصاد محصول جديد قد ورد الى الصومعة ويحتاج الى صومعتين غارغتين , وهكذا باستمرار حيث تعمل الصومعة لتخزين الحبوب الزراعية على مدار العام بدون توقف
فاذا كانت الصومعة عبارة عن ثمانية اقسام متساوية فان القدرة التخزينية بالمتر المكعب يمكن حسابها على النحو التالى :-
مساحة قاعدة الصومعة كلها = مربع نصف القطر ( 20 × 20 ) × 22 ÷ 7 = 1257 متر مربع
 ارتفاع الصومعة = 30 مترا
 القدرة التخزينية لكامل الصومعة = 1257× 30 = 37714 متر مكعب تقريبا
 القدرة التخزينية للصومعة الواحدة = 37714 ÷ 8 = 4713 متر مكعب تقريبا ,
ثم نخصم مساحة الصومعتين الصغيرتين اللذان يُشكلان نحو ثمان فى المائة من المساحة
 فتكون القدرة التخزينية للصومعة الكبيرة الواحدة حوالى 4335 متر مكعب
وهى قدرة تخزينية لحصاد 1000 فدان تقريبا كما ان القدرة التخزينية للصومعة كلها تكفى 8000 فدانا من الارض مع وجود فائض تخزينى لاننى اعتمدت رقما كبيرا للفدان وذلك لاعطاء الفرصة لطفرات النمو التى تحدث احيانا للمحاصيل كما ان القدرة التخزينية الكبيرة تسمح باستثمار المخزون من الحبوب لاكثر من عام لمواجهة مواسم انخفاض الانتاج لعوامل طبيعية مثلا , وبناء عليه فاننى اقترح انشاء صومعة لكل 8000 فدان وهذه المساحة من الارض الزراعية تخدمها بالحتمية شونة للحبوب قائمة بالفعل حيث يتداول المزارعون فيها بيع محاصيلهم , والمطلوب الان تحويل هذه الشونة الى صومعة بانشاء بناء يشغل نحو ربع مساحة الشونة الحالية او اقل , ولابد من انشاء هذه الصومعة فورا لاننا نتحدث عن الغذاء والامر يرقى الى مستوى الضرورة الامنية بالنسبة لدولة مثل مصر تعانى من فجوة عذائية تزيد كل عام نتيجة الزيادة السكانية التى تقدر بنحو 2.1 % سنويا .
 ان تكلفة بناء الصومعة لن تزيد تكفته عن 800 الف جنية ( وهذا مجرد تقدير ) , بواقع 100 جنية لكل فدان
بناء الصومعة
 تتكون الصومعة من عامود خرسانى فى المنتصف تماما تتفرع منه ثمانية عوارض خرسانية ينتهى كل عارض منها بعامود خرسانى ينتهى على رأس مثلث الوتر , ويتم بناء جدار من الطوب الاحمر على كل عارض بحيث يكون الارتفاع خمسة امتار من الطوب بعد ذلك يتم انشاء عارض خرسانى جديد يربط بين عامود المركز وعامود الوتر وتقام عليه حائط من الطوب بنفس طريقة الحائط السقلى وبارتفاع خمسة امتار ايضا وهكذا الى نهاية المبنى , ونفس الحال بالنسبة للمثلثات الصغيرة فهى عبارة عن جدران من الطوب مبنية على عوارض خرسانية , والحقيقة ان عدد الاعمدة الخرسانية لكامل المبنى يتحدد بناءا على ر}ية مهندس التنفيذ فى صلابة المبنى وقدرته على احتمال الزلازل فى حال حدوثها , اما الجانب الخارجى للصومعة فمن المفضل انشاءه باستخدام الاسمنت غير المسامى او اى مواد بناء تسمح بعملية تبطين من الداخل بمادة عازلة للمياه , لمنع مياه الامطار من الدخول الى الصومعة , ونفس الحال بالنسبة الى سقف الصومعة , فينبغى ان يحتوى على مادة عازلة تمنع مياه الامطار من التسرب الى داخل الصومعة , هذا السقف يحتوى على اربعة وعشرين فتحة كل واحدة منها مخصصة لصومعة سواء الصوامع الكبيرة او الصغيرة , وهذه الفتحات قريبة من حافة المبنى لان المحاصيل سترتفع من الارض الى السطح من خلال ماكينة رفع اثقال مثل تلك المستخدمة فى رفع الخرسانة الى الطوابق العليا اثناء عملية بناء العمارات , ان كل فتحة بجوارها عامود من الحديد يصلح لربط حبل ماكينة الرفع اليه وبمجرد ان ترتفع الحمولة الى اعلى السطح حتى يستقبلها عامل الصومعة الذى يفرغ هذه الحمولة فى الفتحة فتسقط وتستقر فى الاسفل وهكدا باستمرار الى ان تمتلأ هذه الصومعة فيُغلقها جيدا
 طريقة الاستغلال
 هذه الصومعة مخصصة لتخزين المحاصيل فلا يوجد لها اية وظائف اخرى
 العناصر الجديدة المطلوب حمايتها
لا يحتوى هذا الابتكار على اى عناصر حماية ويتمنى صاحب هذا الابتكار كل التوفيق لمن يرغب فى بناء مثل هذه الصومعة
شرح لوحات الرسم
شكل رقم 1 
يُمثل مسقط افقى للصومعة حيث نلاحظ انها تنقسم الى ثمانية اقسام كبيرة وستة عشر قسما صغيرا ويمكن تقسيمها الى اى عدد مطلوب طبقا للتصور عن محاصيل الحبوب سواء الشتوية او الصيفية